الأعلانـــات
خيبة امل
قد يخيب امل الاب احيانا بأبن عاق او ابن فاشل او ابن لم تعينة الضروف ليكون ناجحا ..وقد يخيب امل شخص بصديق وثق به فوجدة على غير مايعتقد ويرتجي .. او قد يخيب امل شاب ببنت كان يبني على الحياة معها امال مستقبله او العكس.. او قد يخيب امل الجار بتصرفات جاره فيعاني من تصرفاته وازعاجات يتسبب بها لجاره..وقد يخيب امل شخص بشريك في مشروع ما فوجدة على النقيض مما توقعة .. ولكن ان يخيب امل شعب بنظام سياسي كامل كان ينتظره فهذا هو الامر الاعظم !! لان الامر هنا يعني مستقبل بلد وشعب بأكمله وقد يشوه ذلك تأريخه... لقد عانا العراقيون لسنين خلت من نظام الحكم الدكتاتوري ،حينما عانينا الامرين من جوع وعوز ومعاناة ليس مثلها معاناة ،اوصلت الامور حد البساط وماتحت البساط !!! حينما اصبح بيع ادوات البيت شئ مألوف وبيع الصحون والاواني مألوف وبيع الفراش والملابس المستعمله واقع ،حتى نفذت فرجع رب الاسرة مضطرا لبيع حديد التسليح بعد هد وفلش اجزاء من البيت كالطوابق العليا والغرف الاضافية ،لتنزوي الاسر الفقيرة ومحدودي الدخل في بعض الاجزاء المتبقية من البيت، كل ذلك بسبب سياسات خاطئة اتبعتها الحكومة ،ليعيش الشعب بحلم يوم الخلاص حتى اعتقد الكثيرون بأن مجرد تغيير الحكم قد يحلحل شيئا من الواقع المرير او يغيره ! وكان سماع مقتطفات من حديث المرحوم احمد الجلبي او حتى تسريبات عما تحدث عنه تعتبر حينها بصيص امل يدب في ثنايا الروح اليائسة المحبطة ... وصل الحال بالشعب ان يعتقد بأن امريكا وربيبتها المغتصبة للاراضي العربيه قد تأتينا بحل الخلاص ..حينما عملت على حرب العراق من اجل التخلص من حكومة صدام حسين واكذوبة اسلحة الدمار الشامل ،وهنا اصبح الامل معلق برقبة القاتل لخلاص المقتول من الالم !! ان الطبقة المثقفة تفهم منذ البدئ ان الداء لايمكن ان يكون دواء ولكن كما يقول المثل العراقي (ان من يرى الموت يقبل بالصخونه) . ثم جائنا من كل حدب وصوب اسماء واسماء واحزاب وحركات ومنظمات وتجمعات بعضها اسلامي والاخر علماني وبعضها ليبرالي والاخر عشائري وبعضها قومي وغيرها مناطقي او مذهبي وحدث ولا حرج !!..حتى وصل عدد الاحزاب اكثر من ٤٥٠ حزب مسجل وارقام تفوق هذا الرقم من الاحزاب والحركات غير المسجله..!! كل يهتف بالديمقراطية !! وبات المواطن العراقي يسمع تحت ظل الديمقراطية، بالمرتبات الفلكيه لتلك الاسماء والتخصيصات العظيمة تحت اسماء ومسميات جهاديه ورفحاء ومفصول سياسي ومضطهد سياسي ومهجر وتقاعد لعرب عملوا ايام في العراق ،لم نسمع يوما ان المجاهد يطالب ببدل مالي عن جهادة ولم نسمع يوما ان هارب من بطش حاكم ظالم يطالب بمرتبات له ولابنائه وزوجاتة الى يوم يبعثون كبدل عن هروبه ولم نسمع بتخصيات عجيبة غريبة له ولزوجاته وهم يعيشون في جزر الهاواي او الهنلولو او في امريكا واوربا اما من صبر و مات جوعا وظلما فحسبوه من اعوان الظالم !!! ليأتي سياسي الغفله ويسكن في منطقة مايسمى بالمنطقة الرئاسيه للنظام الدكتاتوري ليطلقون عليها بالمنطقة الخضراء بعد ان كان يراها الشعب منطقة حمراء منطقة مشؤومة . والبعض سارع لاحتلال قصور فارهة لرموز النظام السابق من القصور الشاطئية او القصور في المناطق التي تعتبر راقية من بغداد .. فسكن من ادعى الدين والجهاد في بيت من كان دكتاتورا قاتلا ظالما !!! والحقيقة حتى هذه اللحظة مازال الامل في النفس ولكنه يتململ ! قد يتغير الظلم الى خير يصيب الشعب بعد السنين العجاف ! ولكن سبب التململ ومحاولة استنفاذ الامل كانت الارقام المريبة للمرتبات العظيمة التي خصصها المسؤول لنفسه ثم توالت اخبار الفساد تتلاحق لتكون ظاهرة متفشيه عند المسؤولين والدرجات الخاصه فيكرم السارق ويتم اطلاق سراحة بحجة ما او عذر ما او ثغرة قانونيه او حتى بدون ثغره !! بل امتد الفساد للكثير من الدوائر والمؤسسات الحكوميه لتتحول الرشى الى امر واقع ! وليصل الى عامل البلديه الذي يمتنع عن فتح المجاري العامة الا بجمع مبالغ يفرضها هو.. كل ذلك والمسؤول منشغل بالطريقه التي يجمع بها مبلغ شراء منصبة والارباح لان كل تاجر يبحث عن الربح !! فيسارع لبيع الدرجات الوظيفيه وبشكل معلن ويكفي ان تسأل اي شاب عاطل عن العمل ليجيبك عن عروض واسعار تلك الدرجات ومن لايملك المال يبقى عاطلا فترة بقاء هذا الواقع ،وقد تم الغاء عرف وظيفي انساني في ان يعوض المتقاعد بتحويل درجتة الوظيفية لاحد ابنائة للحفاظ على مستوى العائلة المعاشي ،، ولم ترغب الحكومات المتواليه ان تجعل المواطن ينعم بخيرات بلده حتى انها تخلت عن مقررات اتخذتها في وضع ما كالترويج الانتخابي او تحت ضغوطات شعبية ،لتعوت وتتراجع عنه كتطبيق سلم الرواتب او رفع الحالة المعاشيه للمواطن ،ورغم ذلك تبحث اليوم عن احصاء الثلاجات والمجمدات والمبردات!!لتعتبرها مؤشرات للرفاهيه .ويحضرني حديث رجل التعداد عندما دخل على ادى البيوت العشوائيه قريبا من منطقتنا حيث يقول ان ساكن بيت من العشوائيات يملك عدد من اجهزة التبريد ويملك انواع الشاشات الاثاث الحديث ولايدري ان صاحب ذلك البيت التجاوز الذي يقطع الشارع ويمنع اتمام مشروع المجاري والتبليط للمنطقه هو عسكري برتبة كبيره ويملك دار سكن كبيرة مؤجرة للافادة من مبلغ ايجارها وهو يسكن دار (حواسم). ويتواصل الضغط على المواطن في كل مكان تحول الشارع الى معركة بين سائق السيارة وصبيان واطفال التكتك واصبح سائق التاكسي يقف دون اكتراث لانسيابيه الشارع او توقفها مادام هنالك مبلغ اجرة يشير اليه ،وربنا يترنح في مشيته مادام الاتصال الهاتفي موجود حتى يتكرم المتصل بانهاء المكالمة ليشفق على الناس بأعادة صاحبنا الى الطريق ،نعم نحن نعلم بأن تلك هي تصرفات تعكس تردي الاخلاق وتدني مستوى ثقافة ذلك السائق ،ولكنها اصبحت اليوم ظاهره عامه تعكس تراجع اخلاق الكثيرين وتردي اخلاقهم وتجاوزهم على القانون ويبقى هم المرور ان تحاسب على من استدم حزام الامان ممن لم يستخدمه وهمهم الاكبر هو مبلغ الغرامة.. الكاتب والناقد السياسي حسن درباش العامري عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين.. عضو مركز القمة للدراسات الستراتيجية
2024-11-24 02:56 PM399