المجاور والاديب علاء الوردي الجمهور يبحث عن الضيف الذي يثير فيهم روح البحث والمعلومة المثيرة الحوار.
حاوره/ علي صحن عبد العزيز
أحدى سمات ضيفنا (الوردي علاء) وبشهادة الكثير من رواد المنتديات الثقافية والأدبية بأنه يمتلك حضورًا واسعًا في أغلبها لما يمتلكه من لباقة الكلام وروح الأبتسامة التي لا تفارقه دومًا ، وكذلك يمتلك ثقافة عامة في إدارة الحوار وتقديم ضيوفه للجمهور ، وهذه الصفات والمميزات أستطاع أن يفرضها في الوسط الثقافي والأدبي من خلال أجادته لأدارة تلك الحوارات التي أنيطت به.
(وكالة الكاشف نيوز) في حوارنا معه لم نتطرق إلى موهبته في كتابة الرواية، وإنما حاولنا حددنا الحوار معه عن أساليب وفنون أدارة الحوار والتحاور ، وكذلك عرجنا إلى دور المثقف في المجتمع ، وهنالك أيضًا بعض ما يتعلق بالساحة الثقافية والأدبية وكانت هذه الأجوبة الواردة.
* طه حسين يقول : المحاور لا ينتظر الناس يأتون إليه، وإنما يذهب إليهم لا لشيء وإنما ليتحاور معهم ... أين أنت من هذه المقولة؟
- على المحاور أن يسرع بالمسير للوصول إلى أهل الأبداع والعطاء والتألق، ونحن مع رأي عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بكلماتهِ هذه من أجل أبرازهم وتسليط الضوء عليهم لأنهم بمثابة الجواهر لا يمكن العثور عليها إلاّ بعد عملية التنقيب والبحث.
* أيهما أفضل الحوار والتحاور في البيان اللساني أو البيان الكتابي؟
- طبعًا في البيان اللساني يكون وقعه أقوى وأجمل للمتلقي لكي يرقى الحوار والتحاور إلى مستوى عالي من التفاعل والديمومة.
* هل تشعر بأن الخطاب النخبوي يعتمد على ثقافة المحاور أو الضيف؟
- الإثنان معًا ويكون تأثير الخطاب مقسم ما بين الضيف والمحاور، وهو من أهم الأسباب لنجاح الحوارات.
* الهموفيا...مفهوم ومصطلح يظهر مشكلة ما في المجتمع نتوجه حينها إلى المدرسة من أجل إيجاد حل له : إلى أين تتوجه النخب الثقافية للتعبير عن مكنونها وحريتها؟
- قد تصاب النخب بتأثير هذا المصطلح وتتوجه إلى البحث والتنقيب في المصادر لكي يتم نجاح الحوار أو إزالة عقد الخوف من بعض الطروحات المبيتة.
* ما هو هدف تلك الندوات أو الأستضافات على الرغم من قلة الحضور، وهل تخلت الطبقة الثقافية عن دورها عن هذا الغرض؟
- الحمد لله هنالك أزدياد مضطرد بالحضور بالنسبة لجلستتنا في رابطة بغداد العراق الثقافية ، نتيجة لتنوع الضيوف ونوعية الثقافة التي يتحلى بها الضيف، وكذلك عنوانه الأدبي مهم جدًا مع مهمة الإعلام لتعريف الضيف للجمهور عنه ، وهنالك سبب رئيسي أيضًا لهذه الحالة وهو ضيق الوقت المخصص ، وهنالك بنفس الوقت يوجد أكثر من محاضر أو محاضرة فيتشتت الجمهور بينهما.
* ما مدى قناعتك بالمثقف الذي ينتمي لجهة ما طائفيًا أو مناطقيًا؟
- هذا النمط من المثقف فاشل وبرغماتي يحب الوصول بهذا الطريق دليل فشله وتلبّسه للطائفة، لأن المثقف يجب أن يكون موضوعي ومحايدًا ولا يميل لجهة معينة ولا تتحكم به أيديولوجية بعينها.
* ماجستير في علم الأجتماع وبكالوريوس في الهندسة المدنية ودبلوم في علوم البيئة..إلى أين تتجه بوصلتك؟
- بصراحة بوصلتي تتجه مع الأدب والبحث ، وهي متعتي وخاصة كتابة الرواية.
* هنالك من يظن بأن المواضيع المطروحة للتداول أو أختيار الشخصية المناسب للحوار إحدى أسباب العزوف عن الحضور ، ماذا يريد هؤلاء؟
- الجمهور غالبًا يبحث عن الضيف الذي يثير فيهم روح البحث والمعلومة المهمة أو المثيرة للحوار والتبادل الفكري، بل ويبحث عن المواضيع المستجدة فكرًا ومحتوى وغير المستنسخة أو المتناصة.
* كيف يمكننا أن نبني هويتنا الثقافية والتي من شأنها إعادة بناء الأنسان؟
- الهوية الثقافية مهمة جدًا ومن دونها يصبح الأنسان عبارة عن ريشة في مهب الريح، لأنها مصدر أعتزاز وعنوان للفرد.
* لماذا وقع أختيارك على التقديم؟
- لربما الصدفة هي التي جعلتني في هذا الموقف، مع العلم أنني كنت ضيفًا دائمًا على المنصات حتى وجدت نفسي محاورًا وهذا مدعاة فخر وأعتزاز لنا.
* لأهمية كسب التواصل مع الجمهور لاّبد من وجود أداة قوية بشكل فعّال في نقل المعلومة إليهم ، ما هي المؤهلات المثيرة لذلك التفاعل؟
- المتلقي متحفز دومًا على أستلام المعلومة حديثة الأثر والتأثير ، ولذلك أحاول أن أشد الضيف أو أثيره بطرح أسئلة نوعية قد تصل إلى حالة الأستفزاز، ولكنه بطبيعة الحال أستفزاز إيجابي لا غير.
* يلجأ أغلب مقدمي الندوات إلى أشراك الجمهور في الأسئلة القابلة للحوار ، إلاّ تعتقد بأنها خطوة من أجل تنمية تفاعل الحضور كمًا ونوعًا؟
- يجب أضافة المتلقي في الحوار ، وبرأينا المتواضع أي لقاء أو حوار من دون مشاركة الضيوف فهي محاضرة فاشلة ومملة ، بل أعدها أهم نقطة لنجاح الجلسات الثقافية والأدبية وغيرها.
* أكثر الندوات التي تديرها تتصف بالفلسفة والتمايّز من جهة ، ومعرفة ماهية الضيف من جهة أخرى، متى تعتقد بأن الضيف لا يقوى على هذا النمط من الحوارات؟
- الفلسفة ملح الحوار الثقافي ، مع وجود قلة من هذه الندوات لكنها عامل محفز للحضور، مع العلم أن الكثير من الجمهور يلتقي معنا ويتصل ويطالبنا بنوعية الضيف والدخول معه بأسئلة محفزة، حتى بعضًا من الجمهور ينتقدني عندما يكون الضيف سطحي أو ضعيف ثقافيًا أو يدغدغ فيهم روح الطائفية، أو يكون طرحه أقرب إلى الريزخوني، بعض من الحضور معروفين في الوسط الثقافي يريد أن يعتلي المنصة لا غير ، وهؤلاء بصراحة أتحاشاهم أو أحاول أحددهم وأذكرهم بالوقت بثلاث دقائق للمداخلة، وهذا حال الناس بكل مكان وزمان، لأنهم يريدون أن يظهروا أنفسهم في كل شيء ، وأقول هنا (البعض) وليس كل الجمهور.
* جهود المركز الثقافي البغدادي والمتمثلة في أستضافة وإدارة الندوات ورعايتها لا غُبار عليها ، هل لديكم مقترحات أو آراء لتطويرها بشكل أفضل؟
- كل الشكر والتقدير للمركز الثقافي البغدادي لتوفير القاعات والدعم اللوجستي في المحاضرة، ومواقفهم مشهودة بذلك، والكادر ورئيس المركز الأستاذ طالب عيسى يقدمون الكثير لضيوف المركز الذي أصبح رئة بغداد الثقافية، وقدمنا لهم بعض المقترحات والتي من شأنها أن ترتقي بالمركز إلى مصاف التطور والرقي أكثر ، وكذلك الشكر موصول إليكم وإلى صحيفتكم الغراء على هذا الحوار.