مقاطع الرقص في الملاهي والنوادي الليلية ..برامج مدروسة بعناية ومنهج خطير يهدد اجيالنا

تحقيق / علي صحن عبد العزيز /الكاشف نيوز
إحدى أخطر أشكال التدخل في شؤون حياة بعض (الشباب والفتيات) المريبة عندما بدأت مقاطع الرقص والحركات المثيرة في إبراز مفاصل الراقصات تداهم الحياة الداخلية لمتصفحيها وفي كل الأتجاهات وبلا قيود ، وهو أمر خطير من أجل جذب بعضهم نحو هذا المنحى المتعمد وتحبيبها لهم، وبالتالي قد تساهم هذه المقاطع في فرار (بعض الفتيات) نحو تلك الملاهي والنوادي الليلية بطريقة أو بأخرى من أجل رفاهية أقتصادية مشبوه وتحسن في المستوى الصحي والمعاشي لهن، حيث بانت بواعث هذه المقاطع ودوافعها واضحةً تمامًا لأي لبيب لأنها تتميز كما هو معروف بالشمولية ولا يقف عند حدودها ولا تكتفي بمجال بعينه.
(وكالة الكاشف نيوز الدولية) أستطلعت آراء نخبة من المشاركين وطرحت عليهم هذا التساؤل : ماهي الإجراءات التي يمكن تقديمها سواء على صعيد الأسرة أو الجهات الحكومية من أجل الأنتباه الدائم إلى مخاطر هذه المقاطع وفضح أساليبها من أجل حماية أجيالنا من مخاطرها حفاظًا عليهم ، وكانت هذه الآراء الواردة.
حرية الديمقراطية
كاظم هلال البدري/ لواء متقاعد: بعد الإحتلال البغيض للعراق عام (٢٠٠٣) ظهرت فئة ضالة لا تنتمي دينيًا ولا أخلاقيًا ولا عرفًا للمجتمع العراقي بممارسات عن طريق فتح الملاهي والتي تعمل بدون رادع أو قانون (ربما تكون محمية من قبل بعض المتنفذين) وتقوم بنشر مقاطع تدعوا للرذيلة في تلك الأماكن المشبوهة عن طريق بعض المغرر بهن ربما حتى غير عراقيات دعاية لأماكن الرذيلة ، وأننا ندعو أن تكون هناك قوانين رادعة لمثل هذه الأماكن يكون أصحابها تحت طائلة العقوبات ، وكذلك على الجهات الحكومية الأمنية المسؤولة أن تضع حدًا لكل تجاوز لا أخلاقي عام بمثل هذه الأماكن ومرتاديها ومحاسبة من يدخل بها من أين له هذه الأموال الطائلة التي ينفقها بالليلة الواحدة ، ومحاسبة الفضائيات والجهات التي تنشر هذه المقاطع ، لأن العوائل العراقية الكريمة بعيدة عن مثل هذا التصرف المشين ، وأن وجدت نفوس مريضة فرب الأسرة يكون تحت طائلة القانون الرادع.
خلية سرطانية
ستار الجودة/ إعلامي: من أجل معالجة أي حالة سلبية ، يجب إيجاد طرق الحلول والمعالجات وتفكيك محتواها وتشخيص مكامن الخلل فيها وأعادة بناءها وفق رؤية علمية مدروسة ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ظهورها ، ومشكلة (مقاطع الرقص والملاهي الليلية ووصولها إلى بعض الفتيات والهروب) مدار البحث أصبحت من المشاكل الأوسع انتشارًا في المجتمع العراقي للأسف وخصوصًا في السنوات الأخيرة بسبب توسع دائرة الملاهي الليلية والسماح لأصحابها فتحها بالقرب من المناطق السكنية ، بل وصل الأمر أن تفتح وسط المناطق السكنية ، وكذلك إعطاء حرية للمنحرفات في ممارسة نشاطهن غير الأخلاقي عبر بعض الأعلام ، وتوفير حماية لهن من بعض ضعفاء النفوس ممن يستغل منصبه الوظيفي ، هذا الأمر بحد ذاته خليه سرطانية في جسد المجتمع والأمر الآخر هو توسع دائرة الإعلام وغياب الرقابة على الإعلام غير الأخلاقي الذي يعرض تلك الممارسات، مشكلة تتحملها الدولة من خلال مؤسساتها المعنية بعرض وسماح مرورها في الأثير العراقي والأمر الآخر الأسرة التي تفشل في مراقبة الفتيات وزيادة الثقة،في ترك الحبل على الغارب بالنسبة لتداول أجهزة الموبايل والتلفاز والخروج من المنزل بدون مسوغ ، والسماح المفرط والمبالغة في إقامة علاقات صداقة بين الشباب والشابات أو المراهقين من كلا الجنسين بأعتبارها جزء من التحرر والمدنية ،طبيعة التطور التقني غير المسيطر عليه يسهل الوقوع في مثل هذه الممارسات اليوم طبيعي جدًا أن يكون للفتاة موبايل خاص بها والتدخل بخصوصيّاتها أمر مرفوض من قبل الأب والأم عند الكثير ، وهذا بحد ذاته مشكلة تمهد للوقوع في المحذور الآن وبعد أن حددنا المشكلات أو المسببات ، علينا توفير سُبل المعالجة من خلال توسيع البرامج التربوية المدروسة وبشكل علمي من كل الموسسات الدينية والحكومية والأجتماعية ، والرقابة المستمرة من قبل الأسرة على أجهزة الموبايل والعلاقات في المنطقة والمدرسة بشكل مستمر.
مشهد واقعي
أما زميلنا الصحفي كريم هاشم العبودي فلقد عبر عن رأيه بهذه الواقعة التي عاشها بنفسه إذ يقول : منذ اكثر من شهر وبينما كنت اتجول في منطقة البتاوين بواجب صحفي لفت نظري منظر غير مقبول لا أخلاقيًا ولا أجتماعيًا شابتان جالستان تحتسيان المنكر في الشارع العام وأمام أنظار الناس ، وعلى الفور صورت المشهد الغريب لكي أكتب عن هذه الحالة الشاذة المرفوضة دينيًا وأخلاقيًا ، وتفاجأت حين قمن بالتهجم عليّا وسماعي كلام خادش من السب والكلام المعيب ذكره ، وعلمت من الأشخاص المتواجدين في نفس المكان بأن تلك الشابتان تعملان ليلًا في الملاهي الليلية وعدت أدراجي مهزومًا مكسور الوجدان ، وأنا كعراقي وحريص أشد الحرص على بناء مجتمع عراقي متماسك حيث أغلبهن هاربات من أسرهن ومن المحافظات العراقية سيدق ناقوس الخطر للكثير من فتياتنا للأنحراف لا سامح الله.
تشديد المحاسبة
قيس النجم/ إعلامي: من منطلق شعار "من أمن العقاب ساء الأدب" انتشرت في الاونة الأخيرة وبقوة تجارة جديدة، هي تجارة الأستعراض للمفاتن بدون استحياء، كلما كانت أكثر جراءة كلما زادة مبالغ الربح من خلال السوشل ميديا وبعض مواقعه مثل (التيك توك) وغيرها، أنه مرض كالسرطان ينتشر بقوة خاصة في عراقنا الحبيب، ومثل هذه الشلة الشاذة تصبح قدوة لبناتنا المراهقات والشابات، بسبب عرضهم للأرباح والهدايا المغرية كالسيارات والدور من الفاسدين ، ولهذا أتمنى من الدولة أن تأخذ دورها من خلال هيئة الأعلام والأتصالات وأيضًا الأمن الوطني والأستخبارات ومحاسبتهن بقوة ليس بالمحتوى الهابط بل محاولة إفساد جيل كامل ويكون حكمهم قاسيًا ليصبحوا درسًا لمن أساء لسمعة العراق وشعبه.
دور الأسرة
جعفر المالكي/ إعلامي: الأنفلات الأسري وعدم محاسبة الأهل، أو بالأحرى عندما تدر عليهم الفتاة بمبالغ زهيدة ارتئت العائلة من محاسبة الفتاة يعني غض النظر لأن ذلك يسعدهم بحياتهم اليومية ، أذن هنا الدور الأسري بات على شفا حفرة من الهلاك كل تلك المعالم السيئة أدواتها الأفلاس المادي والمعنوي.
منزلق خطير
ثامر الخفاجي/ أديب: بعد أن بسطت التفاهة سطوتها اليوم، ولذا نحن أمام منزلق خطير قد يطيح بمستقبل شبابنا والأجيال القادمة إذا لم تتخذ الإجراءات القانونية الصارمة بحق مروجي هكذا مقاطع مخلة بأخلاق وسلوكيات شبابنا، ولابّد من حملات أعلامية جادة لكشف مخاطرها ودعم أنشطة بديلة تعزز القيم الإيجابية لدى الأجيال القادمة ، والأهم من ذلك كله للحد من مخاطر هذه المقاطع هو تعزيز دور الأسرة في التوعية والرقابة.
تعزيز المراقبة
جبار حميد الصبيحاوي/ متقاعد: لعل إهمال المبادىء من قبل الأسرة والمجتمع وعدم المراقبة من قبل العائلة لمعرفة ما يشاهده أبنائهم على التواصل الأجتماعي ، جعل بعض الشباب والفتيات إلى الإنحراف عن القيم الاخلاقية ، ومن أهم المتطلبات لتقويم السلوكيات دور الإعلام مهم جدًا والمؤسسات التعليمية ودور الأسرة يتمثل بعدم اعطاء الثقة المطلقة لأبنائهم لأنها من أخطر الأمور وللحكومة دور مهم في وضع قانون صارم للسلوك المنحرف لأنه يعتبر أنتهاك للقيم والأعراف الأجتماعية.
تدخل مباشر
فاضل محمد الربيعي/ إعلامي: عندما تأفل شموس الضمائر وتكون الساقطات سيدات مجتمع يموت الأمل بالنهوض ، فالأسرة المجتمع المصغر وهي نواة الشعب وحينما تتعرض لأي تدخل مباشر بقصد إسقاط القيم والمباديء فأقرء على الأمة السلام ، وهذا ما يحدث حينما يكون الهاتف الخلوي الوسيلة الداخلة على كل فرد مخترقًا من برمجيات مدسوسة لأنهاء الإرتباط الأسري والمواطنة والتفكك الأجتماعي، وهذا ما يُفسر أختلال القيم الأخلاقية وظهور جرائم يهتز لها الضمير والتي لم تكن معروفة قبل الجيل الحالي، ومما زاد من سوء الحال أنتشار المخدرات بين الشباب وطلبة المدارس ، ولذا نحتاج لوقفة صادقة للحد من الأستمرار بالسقوط.
توعية أجتماعية
حامد الهلالي/ أديب واعلامي : الملاهي الليلية مشكلة ومعضلة كبيرة تعاني منها معظم الدول وهنالك حلول قد تكون إيجابية إذا طبقت بشكل صحيح ورقابة دائمة، ومنها أولًا التوعية الإجتماعية والأخلاقية والدينية وتبدأ من العائلة نفسها ومن ثم المدرسة والإعلام وثانيًا المنبر الديني وتوجيهات رجال وعلماء الدين بمكافحة هذة الحالة السيئة، وثالثًا الدولة يجب أن تأخذ على عاتقها الرقابة الشديدة على هكذا منتديات ليلية تجذب الفتيات والمراهقين وما بعدها شيء وأمر جلل في تحلل المجتمع نحو الأنحدار والفساد ، ولذا على المفكرين والإعلاميين والمثقفين ورجال الدين والدولة والحقوقيين معالجة هذة السلبيات ووضع العقوبات الشديدة لها ضمن فقرة قانونية قضائية مختصة وتشديد الإجراءات الأمنية على النوادي والملاهي الليلية.
أنعطافة خطيرة
علي جابر البنفسج/ رئيس تحرير مجلة البنفسج : النوادي الليلية بين منغصات رفضها وأحقيتها كحرية عامة ، وتعد الحريات المجتمعية في كل دول العالم هي مرسوم يكفله الدستور والتشريع القانوني لتلك الدولة ودستورها، النوادي الليلية وأنتشارها وكثرة أرتيادها بطريقة عشوائية قد تزيد من أنحراف بعض الشباب وأنجرافهم إلى ما هو أكبر من أرتيادها والأستمتاع بمنهاج الرقص أو الأغاني ، ربما تكون تلك النوادي بؤرة لتوريد الممنوعات وبعض مهدمات الأخلاق المجتمعية كترويج المخدرات وأنتشارها وتعاطيها بشكل كبير ، ومن ناحية أخرى ترويج وتصدير مقاطع الفديوات الفاضحة وغير أخلاقية وعرضها بشكل عام دون حسيب أو رقيب وهذا بحد ذاته أنعطاف خطير للمجتمع والفرد وبالتالي تأثيره السلبي والأخلاقي على مصير اجيال متعاقبة ، وأرى يجب ملاحقة وحجب تصدير ونشر هكذا مقاطع ومحاسبة مروجيها بشدة كفرض غرامات مالية كبيرة وسجن دون كفالة ، ربما يخفف أو يحد من نشر هكذا مقاطع تسيء للمجتمع والفرد.
جاهلية جديدة
عباس العيد الموسوي/ إعلامي: أذا كان قتل الأولاد في عصر الجاهلية بدواعي الخوف من الفقر وضنك العيش حالة سائدة في ذلك العصر المتخلف ، فإننا نجد جاهلية جديدة بعدم إهتمام الأهل في تربية الأبناء وصرف الجهد في رعايتهم وخلق بيئة أسرية مناسبة لنشأة الولد أو البنت نشأة صحيحة ، بل نجد الأباء فعلًا قتلوا أبنائهم عندما تركوهم عرضة لموجات الإنحراف والتحلل الخلقي وعليهم تحمل المسؤولية وعدم التنصل منها ، أما الجهات الحكومية فأقل واجب يمكن أن تقدمه أتجاه هذه الظاهرة بأن توفر لهم سُبل العمل حتى يتمكنوا من التصدي لكل المغريات المادية والسلوكية ، وغير ذلك فهو قتل من نوع آخر وطمس لشخصية الأبناء والدفع بهم إلى حافة الهاوية والهلاك ، أنتبهوا رجاء لأبنائكم من الأمراض السلوكية والفكرية.
تفعيل الواقع الثقافي
الكاتب/ مازن جميل المناف : ينبغي أن نفهم بواعث وكوامن المشكلة من خلال شكلها الجدلي المعقد قبل أن يتم الإجابة عن سؤال الإستطلاع ،يقول الكاتب الروسي (انطون تشيخوف) عن طبيعة المجتمعات الفاشلة أجاب في المجتمعات الفاشلة يوجد ألف أحمق مقابل كل عقل راجح وألف كلمة خرقاء إزاء كل كلمة واعية، تظل الغالبية بلهاء ، دائمًا تغلب العاقلة بإستمرار فإذا رأيت الموضوعات التافهة تتصدر النقاشات في أحد المجتمعات ويتصدر التافهون المشهد فأنت تتحدث عن مجتمع فاشل جدًا ، فعلى سبيل المثال الأغاني والكلمات التي لا معنى لها تجد ملايين الناس يرقصون ويرددونها ويصبح صاحب الأغنية مشهورًا ومعروفًا ومحبوبًا ، أما الكتِّاب والمثقفون فلا أحد يعرفهم ولا أحد يعطيهم قيمة أو وزناً ، معظم الناس يحبون التفاهة والتخدير ولذلك فأن الديمقراطية لا تصلح للمجتمعات الجاهلة لأن الأغلبية الجاهلة هي التي ستقرر مصيرك، ومن هنا نفهم ما يحدث ويدور لأن الأغلبية هنا يشجعون ويروجون التفاهة وينصرفون عن الجاد.
مراقبة تامة
يوسف العكيلي/ متقاعد : مظاهر مقاطع الرقص في الملاهي والنوادي حالات مستهجنة وغير مقبولة إطلاقًا لكون مجتمعنا العراقي مجتمع شرقي ومحافظ، وللأسف هذه الحالات أصبح لها رواجًا وخاصة بين الشباب لكلا الجنسين مما أدى لظهور إفرازات
سلبية لا تحمد عقباها ، ولغرض الحد من هذه الأرهاصات وهّز الأبدان يكون دور للأسرة من خلال المتابعة والنصح لشبابها وبصورة جدية، وأن تكون بصمة مميزة للجهات الحكومية من خلال مراقبة الأماكن التي تروج وتشجع لهذه المقاطع وذلك لأجل القضاء والحد من هذه الممارسات التي تفسد وتصنع تطرفًا في أخلاق وسلوك جيلنا المستقبلي.
لنا كلمة
نضع هذه الآراء أمام وزارة الداخلية وأبطال جهاز الأمن الوطني والأستخبارات والأمن السياحي وهيئة الإعلام والأتصالات وأملنا كبير بهم في صولة ميدانية تحد من هذه الظاهرة خدمة للصالح العام.