اربعة اجيال جديدة..من اولاها الاهتمام

بقلم: شيماء الجاف /
حينما طرحت المفوضية العليا للانتخابات مؤخراً مشاركة 4 اجيال جديدة مشمولة للمرة الأولى في الانتخابات التشريعية المقبلة ، فانها فتحت الباب على مصراعيه امام جملة تساؤلات مشروعة يطرحها الشارع وبقوة.
فالمواليد الجديدة المشمولة بالمشاركة لأول مرة هي مواليد 2004، 2005، 2006، و2007، حيث بلغ عدد ناخبي مواليد 2007 وحدها أكثر من مليون و55 ألف ناخب ، طرحت السؤال المهم:-
ما الذي عملته الاحزاب والكيانات السياسية للطبقة الشبابية طيلة هذه السنوات الطويلة كي تتوقع منها الاندكاك في مشروعها السياسي ، وتأييدها في مسارها الانتخابي ، ودعمها في مشوار التغلب على باقي القوى المنافسة عبر الرصيد الشبابي الجماهيري؟
ثم يضاف سؤال آخر:-
هل ادركت الاحزاب المتبارية في المضمار الانتخابي ان تعزيز مشاركة الشباب في العمل السياسي وتنمية حسهم القيادي كعنصر راسخ من عناصر الديمقراطية والمساعدة في مجال الحوكمة؟
كان من المفترض ان تعمل الاحزاب والكيانات السياسية طيلة اكثر من عقدين من الزمن على احتواء الاجيال والعمل على رفع الغبن عنها وعدم تركها فريسة ينهشها الفقر وتضطهدها البطالة بهذه الصورة المزرية.
كان من المفترض ان يعمل كل حزب – بدلاً من الاثراء على حساب الصالح العام – على انشاء مشاريع حتى لو كانت صغيرة ، لاحتواء الطبقة الشبابية الواعدة واستثمار طاقاتها الخلاّقة بدلا من تركها في الشارع تتظاهر طلبا للتعين الحكومي بثمن بخس لايسد الرمق بل لايسمن ولايغني من جوع.
كان من المفترض ان تركّز هذه الاحزاب والكيانات جهودها بشكل غالب، علي تزويد الشباب بمهارات القيادة السياسية، وتعزيز مشاركتهم في المؤسسات السياسية التقليدية والرسمية، لصنع نخب واعية وليس منتفعة من الشباب املها اقتناص الفرص ، والعمل على النهوض والوصول ، الى مصافات متقدمة.
كان من المفترض ان تعمل جميع تلك الفعاليات السياسية الى استثناء المقاربات التقليدية السائدة والمعتمدة لاشراك الشباب في الحياة السياسية ، والوقوف على اولوياتهم وتلبية احتياجاتهم ، وتعزيز شعور الانتماء لهذه الارض بداخلهم ، فضلا عن اعتماد التجارب العالمية التي سبقتنا في مجال استثمار طاقات الشباب والافادة منها وتجييرها لمصلحة الوطن وليس الحزب.
لكن يبدو ان الحكمة السائدة "اسمعت لو ناديت حياً" قد تحققت مفهوما ومصداقاَ في منهاج الاحزاب السياسية التقليدية منها والجديدة ، حيث انها اولت "المنافسة السياسية والمكاسب الحزبية والفئوية والتناحرات الضيقة" الاهتمام الخاص ، حيث اصبحت كل هذه قضيتها الاولى ، بينما اصبحت ركائزهم الشعبية ومنها شريحة الشباب في حساباتهم ، القضية المليون.