بقلم: صفاء الفريجي/ تحدثتُ سابقًا عن "بعبوع" صاحب السركي المشلوع، وبعد ما انخلع السركي وانخلع الباب، طلعت علينه البعابيع تحاول تسرق جهد المشاريع المنفذة ضمن الخطة الخمسية اللي وضعتها الحكومة المحلية. هاي الاستعراضات تجي من بعض النواب أو مدراء مكاتبهم، يتبجحون ويصيحون: "النائب الفلاني نفّذ المشروع!"، مع إن الكل يعرف إن دور البرلماني هو رقابي وتشريعي، مو تنفيذي. وبعض النواب، بصراحة، يعرف شغله ويأدي واجبه النيابي مثل ما يجب، بس أكو من يلعب دور بطل بمسرحية عليوي وعنيجر. عليوي يعزف موسيقى، وعنيجر يخاطبه: "كباااال اطلع... لك خذ يمنى!"، وهكذا تمشي السالفة قبيل الانتخابات. أرى اليوم، وبأسف شديد، أن بعض النواب، ومعهم عدد من مديري مكاتبهم، يتعمّدون الاستحواذ على جهود الآخرين ونسب الإنجازات إلى أنفسهم، في مشهد يتكرر مع اقتراب كل استحقاق انتخابي. يطلّون على الجمهور بخطاب تضليلي، يوهمون فيه الناس بأن هذا المشروع أو ذاك ما كان ليرى النور لولا تدخل النائب الفلاني، بينما الحقيقة – لمن أراد التحقق – أن تلك المشاريع مدرجة ضمن الخطة الحكومية، وقد أُحيلت من قبل المحافظ ضمن صلاحياته التنفيذية. المؤسف أن هذه الأساليب لم تعد تُمارس بخجل أو تحفظ، بل أصبحت تُعرض على الملأ بلا رادع، في محاولة مكشوفة لاستثمار الجهود العامة لصالح شخصيات بعينها. وإنني، رغم احترامي للأشخاص، أمتنع عن ذكر الأسماء، ليس خشية من ردود الأفعال، بل لأن الشارع بات أكثر وعيًا، ولم تعد تنطلي عليه هذه الألاعيب والمسرحيات الرخيصة. وصلنا إلى مرحلة لا تُطاق فعلاً، والناس اليوم تفهم وتُدرك جيدًا، ولن تنخدع بعد الآن بتلك القِصص المصطنعة والقشمريات المُكررة ...