ماذا يمثل القلم في قيادة الفكر الثقافي والتعبير عن الرأي؟

تحقيق / علي صحن عبد العزيز /
لنقد الواقع وصياغة الخطاب الثقافي والادبي وبيان شخصية المثقفين والمفكرين لاّبد من وجود أداة للتعبير عنها وبحرية تامة إلّا وهي القلم ، فهو الأداة العظيمة لأثراء وتدوين النقاشات بشتى صنوفها ، ويُمثل كذلك أداة رئيسية لتعزيز شخصية المثقفين والأدباء لفحص القضايا الثقافية والأدبية من أجل تقديم النقد البنّاء الذي يدفع نحو التغيير الإيجابي المنشود بأتجاه بوصلة تلك المسارات سواء من خلال الكتابات الثقافية والأدبية بما يضمن عنصري التفاعل والشفافية.
(وكالة الكاشف نيوز الأخبارية ) استطلعت آراء نخبة من المشاركين والمشاركات عراقيًا وعربيًا وطرحت عليهم هذا التساؤل : كيف يمكن للقلم من بناء جسور التواصل مع الآخرين على اعتبار أنه أداة فاعلة تساهم في صقل وبناء كل الشخصيات الأدبية والثقافية ويوجههم من التأثير في الوسط الثقافي وتعزيز مساراتها نحو الأفضل ، وكانت هذه الآراء الواردة.
أداة الأدباء والمثقفين
أبتهال خلف الخياط/ قاصة : اتحاد الأدباء فرع ديالى : القلم مصطلح صعب لأنه سيكون أداة العقل والإدراك والوعي لحامله سواءً كان بقلم يكتب فيُقرأ أو ينطق بلغة فيُفهم ، لم يُخصص القلم للأدباء والمثقفين ليكون تحصيل حاصل بينهم بل هو (من المفروض) أن يكون أداة الأدباء والمثقفين للتواصل مع عامة الشعب فيكون له تأثيرًا راسخًا في تغيير مفاهيم الناس عن كل مايهمهم، الأديب والمثقف جزء من الشعب في أي دولة وليس في بلدنا فحسب ويصيبه ما يصيب الكل وعليه نرى بُعد الأديب والمثقف عن منهاج فكرهما عن الحلقة الأوسع فنجدهم باقين فيما بينهم بنقاشات وتطلعات فقط دون أرض تستقي ، سواء بمنشورات التواصل الأجتماعي أو الندوات والمقاهي وغيرها، فهل هو شعورهم باللاجدوى لا أعلم لكننا نحتاج الأندماج مع الناس وطرح ما نفكر فيه مهما كان مستوى وعيهم فربمّا كلمة واحدة تفتح عقلًا مقفلًا فنكسب مواطنًا واعيًا وتستمر البوصلة متحركة بيد المثقف والأديب حتى وأن أستغرقت زمنًا فالواحد ربّما يحرك مجموعة تكبر شيئًا فشيئًا ويحصل تطور فكري مرجو على صعيد الجيل القادم ربما نحتاج الأمل لنرفع رأسنا نحو السماء.
ينبوع الفكر
بياض احمد/ المغرب : القلم سحر الوجود وزفرات الظمأ ، وكما يمكنه بناء التجسد الفعلي لقيمة الإنسان وجسرا للتواصل خارج الاطار السلبي والمواقف العصبية
والمعرفة تجسد قيمة الفرد كينبوع للفكر والثقافة يبقى الأنحياز الشعوري كجذر ، لكن لغة الشروق على شعاع الكلمة والتضامن الفعلي من أجل الأرتواء الإيجابي والأرتقاء في تفاعل شامل من أجل بناء إنسانية راقية والتأثير يناشد هذا الإلتزام كلغة لبلورة الفكر وكلغة تسعى وراء التكامل تبقى الجسور تلك اللحظة التي نشعر فيها بنسمة شاملة اجتماعية إصلاحية أخلاقية والرهان هنا في تماسك الشعور والعاطفة وفي التجلي خلف الأسوار.
قدسية الهية
صادق الذهب/ شاعر وأديب: رغم استمرار تطور وسائل الكتابة فليس هناك أدنى شك بأن القلم سيبقى الأداة الرئيسية في بناء جسور للتواصل بين الأدباء خصوصًا ، بالإضافة إلى مساهمته في صقل وبناء الشخصيات الأدبية والثقافية، وتعزيز تأثيرها في الوسط الثقافي حين تقدم نقدًا بناءا ، وتتبادل الأفكار والآراء بطريقة إيجابية وشفافة فيما بينها أو مع الآخرين ، ولعل رسائل الشاعر والكاتب ابي سعيد المغربي ورسائل الرّافعيُّ : (أبو السّامي مصطفى صادق) ، وغيرهما نماذجًا مهمة لأحد أهم هذه الألوان في أدب الرسائل وألاشكال الكتابية الأدبية والتي ما زالت ذاكرة الأدب العربي والعالمي تحتفظ بالكثير منها كنماذج حسنة كرسائل الجاحظ الأدبية، ورسائل ديكارت وإليزابيث الفلسفية، ورسائل (غوري وتشيخوف) التي كشفت عن علاقتهما، ورسائل الإمام علي بن أبي طالب ( ع) السياسية والأجتماعية والدينية، بالإضافة إلى المراسلات الشخصية بين الأدباء والشعراء في مختلف العصور ، كما أن للقلم كأداة وكوسيلة وهو ألاداة الفاعلة في بناء الشخصيات الأدبية والثقافية وتوجيهها نحو الأفضل ، لاشك ولا ريب ، لكنما هناك شيء آخر هو أبعد من كل ذلك : إن القلم اكتسب قدسية إلهية حين جعله الله خير وسيلة تساعد على القراءة وجعله مفتاحًا لكل العلوم فقال: اقرأ بأسم ربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الانسان مالم يعلم.
شريان العقل
منى فتحي حامد / كاتبة/مصر: يعد القلم منبرًا هامًا في حياتنا اليومية لأنه يعد بمثابة شريان ثابت يصل الروح بالعقل، يُعبِر عن ما يشعر به القلب تجاه تفاقم الموضوعات الحياتية وكل ما يرتبط بالكيان الإنساني ، بل يعد القلم تعبيراً صادقاً ينم عن شخصية الكاتب ومدى وعيه الثقافي والأدبي بما يترتب عليه إعادة بنيان متزن سليم فكرًا وموضوعًا، أي يعد إضافة مستنيرة هادفة للأرتقاء والتعديل والأبتكار ، وأيضًا يعتبر القلم تعبيراً عظيماً راقيًا بالايضاح بالرأي بعيداً عن التعصب والهمجية واللا موضوعية بل اعتبارًا لحرية وإحترام آراء الآخرين بكل صدق وحضور وشفافية، ممّا يعمل على تعزيز خطى المسار تجاه الأفضل والقيم الفضلى الصحيحة دائمًا.
حرية التعبير
فجر أدريس/ أديبة/ الأردن: (نون والقلم وما يسطرون) نزلت هذه السورة لأهمية القلم والكتابة تحديدًا وما نخطه من معلومات وحكايات وأشعار وما إلى ذلك، وللكاتبة أهمية كبيرة في نقل الرسالة او الخبر لان القلم سوف يشهد على صاحبه، بقي أن (يسمح) لصاحب القلم بحرية التعبير بأمانة، ولا ننسى أن اول ما نزل على رسولنا (ص) من الملاك جبريل اية (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ، اذن فأن الكتابة والقراءة اساسية في حياة الجميع، ليتقي الله أصحاب الأقلام في عموم شعوبنا العربية.
تواصل إنساني
مفيدة السياري/ اديبة/ تونس : نعم فالقلم مرآة الفكر وذاكرة الوعي به تُصاغ الرؤى وتُناقش القضايا ، إنه جسر للتواصل الإنساني، يربط المثقف بالآخرين ويعزز التفاعل الثقافي، ويمهّد لبناء وعي نقدي خلاق ومستنير، ويقود مسارات التغيير الثقافي الإيجابي.
أرتباطات عديدة
نسرين سعود/ اديبة وشاعرة/ سوريا : القلم سلاح ذو حدين، وتأثيره هائل ، لذلك الكاتب الجيد يدرك مسؤوليته الاجتماعية. إنه لا يكتب لمجرد المتعة، بل ليوجه الرأي العام نحو قضايا مهمة (كالتسامح، العدالة، المعرفة) من خلال صياغة أفكاره بشكل مؤثر، يمكنه تغيير المواقف ودفع الناس نحو الفعل الإيجابي، مما يعزز المسارات الثقافية ويجعلها أكثر نضجاً واتزاناً ، وبأختصار، القلم مهندس الجسور الخفي إنه لا يربط بين الأشخاص فحسب، بل يربط بين الفكرة والتعبير الفرد والمجتمع والماضي والمستقبل والذات والآخر ، وقوته لا تكمن في الحبر الذي يخط به، بل في القدرة على الإقناع والإلهام والإمتاع والتحدي التي يمنحها لمن يحسن آستخدامه، وهو بهذا المعنى ليس أداة تسجيل سلبية، بل هو فاعل رئيسي في تشكيل الوعي الفردي والجماعي وبناء مسارات ثقافية أكثر إشراقًا.
هوية الشعوب القلم
كاظم هلال البدري/ أديب وكاتب: من خلال ما يخطه القلم تتحول الأفكار إلى كلمات ورسائل من خلالها يكون التواصل المعرفي بين المثقفين والأكاديميين لصنع رأي عام يؤسس للتواصل المجتمعي وترابط هذه السلسلة بالحراك الشعبي لتغيير الواقع نحو الأفضل وهنا يكون القلم وهو الوسيلة الانجع لصناعة التغيير الإجتماعي والسياسي والعلمي والأدبي والثقافي عبر الكلمة الصادقة التي تقنع الآخرين بالطرق السلمية دون العنف الإجباري حيث الكلمة تكون أبلغ أثرًا من السيف لأن الكلمة باقية والسيف يبلى ، فلا جسر للتواصل بين الناس وأصحاب الفكر أفضل من القلم الحر الذي ينير العقول من أجل مصلحة المجتمع لأن التلاقح بالأفكار وأختلاف الروئ يولد فكرا ومنهجًا جديدًا يرضي الجميع من أجل مستقبل أفضل ، والقلم الحرية الناطقة عندما يخشى اللسان السلطان الغاشم الذي يكمم الافواه لقول الحقيقة ، ونحن كعراقيين نفتخر بأننا أول من مسك وخط بالقلم من سومر حيث (بدأ التاريخ من سومر) .
جسر حضاري
يوكسل مصطفى كمال/ رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية : القلم ليس مجرد أداة كتابة، بل وسيلة عميقة لبناء جسور التواصل بين الأفراد والمجتمعات فمن خلاله تُترجم الأفكار وتُوثق المشاعر، وتُبنى الروابط الإنسانية القائمة على الوعي والثقافة ، والكلمة المكتوبة قادرة على أن تُلهم وتؤثر، فهي تعكس هوية الكاتب وتفتح أمام القارئ نافذة على عالم آخر، ومن هنا يصبح القلم قوة فاعلة في صقل الشخصيات الأدبية والثقافية إذ يمنحها القدرة على التعبير الواعي والتفكير النقدي والمشاركة الفعالة في الحوار الثقافي ، كما يسهم القلم في تعزيز المسارات الثقافية نحو الأفضل فهو يرسخ قيم الحوار والأنفتاح ويجعل من الثقافة قوة تغيير إيجابي داخل المجتمع وبفضله تتحول التجارب الفردية إلى خبرات جماعية وتُحفظ ذاكرة الشعوب ويُصاغ المستقبل برؤية أوضح وأكثر إشراقا ، كما يعتبر القلم جسر حضاري حي يُسهم في بناء العقول وإطلاق الإبداع وترسيخ القيم الإنسانية لأنه الأداة التي توحد الفكر وتصقل الشخصيات وتوجه المجتمع نحو مسارات تنموية وثقافية مشرقة.
القلم فرشاة الكاتب
حنان زعواطي/ كاتبة/ المغرب : لطالما كان القلم الأداة الأولى في يد المبدع سواءً كان شاعرًا أو أديبًا أو مفكرا، وبه تكتب المناجاة ويرسم الخيال ويوصف الجمال ، إنها الأداة العجيبة التي تصنع المعرفة والثقافة بها تكتب الملايين من الدواوين الشعرية والروايات أداة صغيرة وإنجازاتها كبيرة بأعتبارها لغة العقل والمعرفة ، للقلم
سحره وألقه في تسطير أجمل الأبيات وأروع المسرحيات وسيبقى سجله خالدًا عبر العصور.
حلقة تواصل
مالك بن فرحات/ شاعر وناقد ومدرس لغة عربية/ تونس : كان القلم قديمًا جسر تواصل بين من يتباعدون في المكان ويتباعدون في الزمان ، وهو الذي جعل فكر من في الشرق يصل من في الغرب لأن أصواتهم قاصرة عن الوصول إليهم ، وهو الذي أوصل أفكار الأولين إلى الآخرين لأن أصوات أفكارهم ماتت مع موتهم فوثقها القلم ومكننا منها ، القلم بما يكتبه يجعلنا نتقبل الفكرة بروية ويجعلنا نتقبلها عبر فعل القراءة الذي هو الفعل المتأني غير المستعجل ، أما الوسائل الأخرى فتوصل الفكرة إلى العقل إيصالًا سريعًا ولا تتيح له الفرصة أن يعالجها ويمحصها.
لغة شاملة
شلير كاظم محمد / شاعرة وأديبة : يمكن للقلم بناء جسور التواصل عن طريق سرد القصص التي تُشعر الآخرين بالوحدة والأمل، أو عن طريق كتابة رسائل تعبر عن المشاعر الإيجابية كالعفو والتسامح لتجاوز الخلافات كما يمكن للقلم بناء جسور بين الأجيال من خلال أستخدام لغة شاملة تتجنب المصطلحات التي تحد من فئة معينة من المتقدمين، أو ببناء جسور ثقافية من خلال التركيز على القيم المشتركة بدلاً من الأختلافات حول المسارات المستقبلية في أي مجموعة، مما يسمح للأشخاص بفهم وجهات نظر مختلفة وخلق أرضية مشتركة، كما في "لعبة بناء الجسر" التي تشجع على التواصل الفعال والتعاون.
ضرورة تحرير الأقلام
رانيا بخاري/ كاتبة وأعلامية/ السودان : نجد أن القلم في ثلاثنيات القرن الماضي قبل أن تتشظى البلاد العربية وتنقسم الأقلام العربية فيما بينها وتتحول الى ثقافة قطرية تقصي الثقافات الأخرى وتتمضحل اللحمة العربية التي كانت تظل كل ما يكتب بالعربية ، إلّا أن السياسة الخاصة بكل دولة عربية هي من ساهمت في تتفكك الفعل الثقافي العربي فذاب الهم الثقافي العربي في قطرية ضيقة حدوده داخل القطر الواحد بمنائ عن الجسم العربي الثقافي فتعددت الأقلام ما بين السياسي والثقافي المؤطر بالمصالح ، ففي الراهن المعاش الآن لم تعد الأقلام حرة بل باتت مثقلة بمحمولات وقيود تعيق تبنى أي فكر ثقافي حر يساهم فى الارتقاء بالفعل الثقافي وقيادة الرأي العام وتأسيس لثقافة تنورية تساهم في بناء جيل معافى من اثام اليوم ، واذا اردنا ان يستقيم عود الثقافة لابد من تحرر الأقلام من أي منظومة سياسية أو ايدلوجيا أو حزبية تؤثر على المناط بهم بناء لبنة ثقافية تسهم في أرساء ثقافة تكون لسان حال امتنا العربية دون تقسم أو إقصاء للمكونات الثقافية الأخرى، ويتبادر إلى ذهني سؤال الا وهو ان المهرجانات العربية التي كانت موجودة مثل المربد وغيره من الكيانات التى تجمع العرب حقًا أننا نعيش فى عالم لا يعرف بعضنا بعض فكل بلد يعيش، وحدته وقطيعته الثقافية بفعل الأنظمة العربية التي أطرت حرية الأقلام الثقافية التي كانت تعمل على بناء جيل تنويرى يستقى ثقافته من الكتب ، آما ان لمن نكتب ، نكتب لجيل يستقى ثقافته من هاتف محمول تلعب الصورة دور كبير فى تشبث جيل اليوم المتعجل الذي لا يعبأ بشى.
تعميق الفكر
زهيدة ابشر سعيد / اديبة وشاعرة/ السودان/ الخرطوم : لا شَكَّ أنَّ الكِتابةَ بكُلِّ أصنافِها من صِحافةٍ وأدَبٍ وقِصَّةٍ هي أداةٌ مَنوطٌ بها رَفعُ سَقفِ المُتلقِّي من ثَقافةٍ وفِكرٍ ، فالكِتابةُ هي الرابِطُ بَينَ الأزمانِ في تَوصيلِ العُلومِ، والارتِقاءُ بِالعَقلِ إلى التَّفكيرِ السَّليم ومُعالجةُ بَعضِ سَلبيّاتِ المُجتمع ، ويعتبر الصِّحافةُ سُلطةً رابِعةً تَنغَمِسُ في هُمومِ المُجتمعِ، وتسعى إلى مُعالجةِ المعضِلاتِ بِالتَّنويرِ والتَّحذير، مما يُسهمُ في خَفضِ مُعدَّلاتِ الجَريمة ورَفعِ مُستَوى الوَعيِ الإنساني ، ومنذ القِدَمِ كانت حُقولُ الأدَبِ مُنحصِرةً في فِئةٍ مُعيَّنةٍ تَمتَلِكُ الكُتُبَ ودَواوينَ الشِّعرِ وبَعضَ المَكتَباتِ العامَّة، لكن الآنَ مَعَ ثَورةِ الإنترنتِ أصبَحَ الاطِّلاعُ والقِراءةُ مُتاحَينِ، مَعَ تَوافُرِ المُجلَّداتِ والكُتُبِ في مُتناوَلِ الجَميع ، ازدادَ الوَعيُ بَعدَ سُهولةِ تَلقِّي الكُتُبِ، مِمَّا أَسفَرَ عن انضِمامِ شَريحةٍ مُتلقِّيةٍ مُثقَّفةٍ، ورَفعِ مُستَوى الإدراكِ لَدى الفَرد ، آذًا، ما يَفعَلُهُ المُفكِّرونَ والأُدَباءُ هو إرساءُ الثَّقافةِ، وتعميقُ التَّفكيرِ، وإزاحةُ بَعضِ سَلبيّاتِ المُجتمع ، ومُنذُ القِدَمِ، وُجِدَتِ الصُّوَرُ على الحَوائطِ في الحَضاراتِ القَديمة، واستَفادَ الإنسانُ مِن هذه الحَضاراتِ المَكتوبةِ والمَصوَّرةِ لِإرساءِ الثَّقافاتِ عَبرَ القُرون ،إذًا فإنَّ الفِكرَ والأدَبَ هُما النَّواةُ المِثاليَّةُ السَّليمةُ لِوُجودِ مُجتَمَعٍ صَحِّيٍّ مُعافى.
بناء العلاقات الأنسانية
نجية عماري/ اديبة / المغرب : القلم شيء جميل ويمكنه أن يقيم جسورًا للتواصل مع الناس عن طريق التعبير عن المشاعر والأفكار برسم لوحة جميلة من التواصل الآخد والعطاء بوضوح ويساهم في بناء علاقات إنسانية عميقة من خلال استكشاف الأفكار العميقة ،ويساهم كذلك في تعزيز الفهم المتبادل من خلال تقديم الدعم والتشجيع، وتوسيع دائرة المشاركة الاجتماعية، والتعبير عن الأفكار والمشاعر ، وهو سلاح لطيف مقنع بطريقة لبقة يصل إلى العقول ينير بعضها كمصباح سحري بنوره يزيل الظلام الحالك يبهر في عطاء مسترسل نقد كان أم شعرًا فصيحًا أو مقالات متفنن في كل شيء ، ويمكنه كذلك أن يصنع جسرًا من الأمل والتواصل يظهر ذلك جليًا في اللقاءات الثقافية قادر على جمع العشرات من المثقفين في لقاءات شعر أو محاضرات نغني بحرف واحد سلام حب وسخاء.
سلاح
عبد القادر الخليل / فنان وناقد/ سوري مقيم في اسبانيا : لولا القلم؟ من يتعلم؟ الكلمة والقلم هم سلاح السلام ، من فضل القلم تعرفنا على الأمم, ولولاه لفقدنا معرفة من نحن وما هي أسماء مجتمعنا وثقافتنا ، ولفقدنل قيمة الكلمات في الثقافة التي تنقل القيم والمعتقدات والتقاليد، الكلمة هي الوسيلة الأساسية للهوية الثقافية والتمسك الإجتماعي والفهم الإنساني ، الكلمات تُشكل الواقع التي تؤثر في كيفية إدراكنا للعالم ، وهي الإرث الثقافي للمجتمع التي تبني العلاقات والتعبير عن المشاعر ونقل الأفكار ، لولا القلم لكنا في حية الظلم والظلام، مع أن ثقل الكلمة الحقيقي يكمن في الترابط بين ما يُقال وما يُفعل ، هي التي تُولد الثقة والإحترام وتقديرًا قويًا للذات، الكلمات والقلم هما الأداة الأكثر فعالية في جميع المجالات في الحوار والتفاوض وجسر التواصل العائلي وتواصل الحضارات ، أما القلم والكلمة، فهما لغة الإبداع في كل إتجاه ، كما أنه يدين الأمم ويكون القاضي أمام المسؤولية الهائلة التي تقع على عاتق البشر لأنه ينسج خيوط التواصل الذي يربط بين ضمائرنا ،القلم هو الذي سجل لنا جمال العدالة والقانون منذ بابيلونيا حتى اليوم هم سجل الأديان السماوية والحقوق الإنسانية، فكيف نرى المجتمعات دون قوة الصحافة في الإعلام وتشكيل الآراء، والتثقيف العام؟ فهي بمثابة ثقل موازن لإساءة أستخدام السلطة، ووسيلة دفاع ضد التضليل، وأداة ترسيخ الحقائق في الوقت المناسب، الكلمة في خدمة بناء مواطنين مستنيرين وديمقراطيون.

2025-08-31
10:59 AM 
20561