شجون عراقية (انا ورئيس وزراء بريطانيا)

بقلم د كريم صويح عيادة /
*عام 1998 كنت اجري عملية لمريض تحت التخدير الموضعي في العيادة الخارجية، دخل علينا السكرتير مسرعا ومرتبكا ليخبرني بوصل مسؤول مهم كمريض، طلبت منه ان يستريح لحين إكمال العملية، الغريب المسؤول لم يعترض ولكن المريض عاتبني امامه لعدم تقديم المسؤول عليه لان وقته ضيقا!!..هذا الموقف ذكرني حين دخل رئيس وزراء بريطانيا لصالون حلاقة قريب لبيته، رفض الحلاق حلاقة شعره وطلب منه اما اخذ موعد مسبق او حلاقة شعره عند حلاق مجلس الوزراء !!.
*قبل ايام في إحدى دوائر الدولة تجاوزت الطابور الطويل والبطيئ الحركة نتيجة الروتين سيدة صحفية تدعي انها لديها موعد صحفي مستعجل في المحافظة، فحدث بيني وبينها نقاش حاد على ضرورة احترام القانون والنظام مما أدى لتأخير الطابور قليلا. الغربب معظم الواقفين بالطابور لاموني لاني تسببت بتاخيرهم، واصروا ان تنهى السيدة معاملتها قبلهم!!..هذا يذكرني بموقف لديفيد كامرون رئيس وزراء بريطانيا، حين اظهرت احدى الصحف في مكتبة صورة لسخان شاي جميل بسعر 160 جنيه استرليني، مما اثر الرأي العام والصحافة وكاد ذلك ان يؤدي لاستجوابه وأقالته لولا ان مكتبه كشف فاتورة الشراء من ماله الخاص.
*سألت يوما وأنا متردد مواطنا بريطانيا يعمل في منظمة إنسانية بالعراق في عهد القائد الضرورة!؟ كيف يجرأ الانكليز ولم تنتخبوا شرشل عام 1945 بعد 3 أشهر من نصره على النازية بجبروتها؟؟، اجابني ببرود اهل الغرب؛ القائد الذي يصلح للحرب ربما لا يصلح في اوقات السلم والعمران، واردف القول؛ على مر التاريخ لا يوجد رئيس وزراء لبريطانيا لم يتم ضربه بالبيض، وأن قانون القذف والشتم يحمي كل المواطنين الانكليز الا المسؤولون الذين يعملون في الخدمة العامة لا يشملهم!!، حينها تذكرت مع نفسي ذلك المنظر الدموي المرعب في الطوارى لمجنون تم قطع لسانه امام الناس لانه القى نكته بسيطة بحق الرئيس، فماذا لو القي عليه بيضة!!، كما أعادت بي الذاكرة الى الجماهير الحاضرة عندما قال الرئيس جمال عبد الناصر؛(اني قررت ارسال القوات المسلحة للقضاء على الانقلاب بسوريا)، حينها صفقت وهتفت الجماهير ل 5 دقائق بشكل مستمر تايدا لارسال الجيش، وحين اومأ لهم بالتوقف واستانف الخطاب قائلا؛(لكن العربي لا يقتل العربي)، فعادت الجماهير نفسها التصفيق والشعارات المؤيدة لعدم ارسال الجيش لسوريا !!.
هناك شعوب تحب الاستبداد وتكره الحرية!!.